هل سمعت من قبل أنّ هناك أنماطاً مختلفة من التعلق؟ “التعلق هو رابط عاطفي عميق ودائم يربط شخصًا بشخص آخر عبر الزمان والمكان."يبدأ نمط التعلق بالتشكل منذ ولادة الطفل من رحم أمّه و تشكل علاقته بوالديه و ما يجهلُه كثيرون أن نمط هذه العلاقة يساهم بشكل كبير في تحديد علاقته بالآخرين عند الكبر و أن لهُ تأثيراً مباشراً على تطوره الاجتماعي والعاطفي والمعرفي. هناك أربعة أنماط مختلفة من التعلق:التعلق الآمن :و هو أكثر الأنماط شيوعًا حيث يشعر الطفل بالأمان بالقرب من الأم وينزعج عند مغادرتها و يعبر عن انزعاجه ذاك بالبكاء، ولكنه يتوقف عن البكاء عند عودتها ويطمئن، ھذا النوع من الأطفال غالبًا ما يكون اجتماعيًا ويميل لتكوين علاقات صحية مستقرة طويلة الأمد دون خوف من الهجران. أسلوب التعلق الآمن يكونُ علاقةً دافئة ومحبّة بين الوالدين والطفل.التعلق المتردد: يتميز بكون الطفل ملتصقا بأمه كثيرًا، وينزعج بشدة عند مغادرتها، ويستمر في البكاء حتى بعد عودتها، يراقب الطفل محيطه بكثرة خوفًا من أن يتم التخلي عنه في أيّ لحظة.غالبًا ما يشعر الطفل بأنه غير محبوب مِمَّن حوله ويجد صعوبة في التعبير عن الحب والتواصل مع نفسه. هذا التعلق ينتج عن عدم تواجد الام أو عدم استجابتها لطفلها حين يحتاجها ، و غالباً ما يزيد ذلك من حدة القلق عند البلوغ.التعلق التجنبي:التعلق التجنبي يتميز بتجنّب الطفل التقرب من أمه. لا يهتمّ الطفل سواء كانت الأم موجودة أو لم تكن، فتواصله معها ضئيل. ھذا النوع من التعلق ينتج عندما تكون الأم مھمله لطفلها أو عنيفةً معه وغالبًا ما يفضل الأطفال العزلة وتكون علاقاتهم الاجتماعية والحميمية غير مستقرة او صحية. يستمر الطفل في النمو وهو يشعر بأنه غير محبوب وغير مهم وأن احتياجاته العاطفية غالبا سوف تبقى غير ملباة، ويجد صعوبة في فهم المشاعر أو التعبير عنها.التعلق المشوش او غير المنتظم:وهو مزيج من التعلق المتجنب والقلق، وغالبًا ما يُظهر الأطفال فيه انفعالات عاطفية متقلبة ومتناقضة عند تواجد الأم مثل الغضب الشديد وكسر الألعاب. ينتج هذا النمط من التعلق غالبًا عندما تكون الأم عنيفة مع طفلها الذي يميل بالنتيجة إلى أن ينفجر بسهولة ويواجه صعوبة في التحكم في عواطفه وقد يواجه اضطرابات نفسية مختلفة في المستقبل.